الاثنين، 21 يناير 2013

هل أسأت الأدب مع الله؟

نغضب كثيراً إذا أساء شخص ما الأدب معنا، وربما حمّلنا حادثة واحدة فوق ما تحتمل كالسلام البارد أو إرسال بطاقة دعوة في وقت متأخر أو عدم تلبية دعوة ما، وغير ذلك من الأمور التافهة التي قد تكون سبباً في فتور علاقات اجتماعية كانت متوهجة يوماً ما.
 
لكننا نكيل بمكيالين فنرضى أن نكون نحن الطرف قليل الأدب في المعادلة عند علاقتنا مع رب العزة والجلال، فنفعل أموراً تتجاوز بكثير الأمور التي فعلها في حقنا أولئك البشر، ونكرر فعلها دون إحساس حقيقي بالذنب.
 
ليس من المنطق أن نعامل العباد بأفضل مما نعامل ربهم الذي وإن لم نره فهو معنا يسمع ويرى، الكثيرون يقدرون الناس ولا يعظمون الله، يستحيون من الناس ولا يستحيون من الله، قال تعالى "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ.." [النساء: 108].
 
- إن كنت ساخطاً على كل شيء، تسب الدهر وتشتكي للناس من سوء حظك، وربما تساءلت بجرأة على الله: ماذا فعلت كي أستحق هذا.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن كان صوت نغمات جوالك يتعالى في بيوت الله ويزعج ضيوفه.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن كنت تسخر من صنع الله؛ فهذا أسود وذاك أصلع وهذه قصيرة وتلك قبيحة.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن لم تعظم شعائر الله فأطلقت النكات على أعمدة الدين كالحج وصوم رمضان وغيرهما.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن سمعت الآذان فلم تلب النداء وانشغلت باللهو ثم صليت في آخر الوقت بتثاقل.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن حاولت التواصل مع شخص يصلي بين يدي الله أو أطلقت تعليقات قد تضحكه.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
- إن كنت لا تحترم المصحف فتضع فوقه كتب الدنيا مثلاً أو تقلب صفحاته بسرعة أو تعرضه لتلف من أي نوع.. فقد أسأت الأدب مع الله.
 
تلك الأمثلة من التصرفات التي لا نلقي لها بالاً إنما هي بعض من جرائمنا اليومية في حق عبوديتنا، فنحن حين نمارس اللامبالاة بتقديس شعائر الله إنما نكون قد أسأنا إلى أنفسنا التي ما عبدته حق عبادته.
 
 ورغم كل أخطائنا الفادحة إلا أننا ما إن نقبل عليه بصدق ونراعي جلالة قدره في كلماتنا وتصرفاتنا فنحيي عظمته في قلوبنا ونزرعها في أرواح أبنائنا سنجده وقد فرح بنا وأقبل علينا بأكثر مما أقبلنا عليه؛ وهو أمر يستحيل أن يفعله أحد من سلاطين الأرض في حق أي من رعيته المتهاونين بقدره، لكنه ملك الملوك.
 
جريدة الراية القطرية - الإثنين 21/1/2013 م

هناك تعليق واحد:

  1. الله يبارك بعمرك ويطرح بدربك السعاده كلام جعل م ابداخلي يقشعر ربما احسست بذنب كتلك النكت وغيرها ووالله نحن فعلا نفعل بعض الامور ولا نستحي من رب العالمين وهو القريب جدا منا يارب اغفر لنا وارحمنا..

    ردحذف