الأحد، 24 يونيو 2012

حاول مرة أخرى

نشرت جامعة يوتاه الأمريكية دراسة حديثة (2012) تكشف أن الإنسان يمتلك من المعلومات وخبرات الحياة أكثر بكثير مما يظن، الإشكالية أنه لايطبق الأمر لأنه لايعي حقيقة امتلاكه له أصلاً، آمن بقدراتك وتجنب أن تقنع نفسك باستحقاقك للفشل، اعلم أن الحل بين جوانحك وأنك الوحيد القادر على تحقيقه باستمرار المحاولات.

إن مر بك في يومك فشل ما أو فلنسمه تحدٍ، فستحدثك نفسك قبل النوم إما بالاستسلام والتنازل عن الهدف أو بالشجاعة المتمثلة في عزمك على مواجهة ذلك التحدي مجدداً في اليوم التالي، الاستسلام هو الخيار السهل الذي قد يسحب صاحبه إلى بؤرة الإحباط فيما بعد، أنا لست ضد الاستسلام بالكلية فالحياة ستكون مرهقة جداً لو قاتلنا لصغير الأمور وكبيرها، لا بأس من أن يشتري الإنسان راحته إن كان الأمر لايستحق السعي المستميت، ولكن التعود على نفض اليد من أي مهمة نفشل فيها يصعب علينا المقاومة فيما بعد، إن أصبح الاستسلام طبعاً تعتاده النفس فستتأثر به حياة الإنسان بمختلف أبعادها، الحياة الكريمة تستحق أن نقاوم عقباتها بين حين وآخر كي لاتنطفئ جذوة الروح.

إياك أن تسمم وسادتك آخر الليل بأفكار تشكك في قدراتك، إن نمت حزيناً فلن تصحو سعيداً مهما بدت أصوات العصافيرمغرية بالفرح، واعلم أن الوسادة ليست اسفنجة تمتص كل هذه السلبية، وإنما هي مرآة تعكس ماتبثه لها وتحفره كل ليلة في داخلك، وبعد أن تشرق شمس الصباح سيكون ذلك البوح جاثماً على صدرك تحمله معك ويراه الآخرون في عينيك دون أن تعلم أو يعلموا، رآه ذلك المسؤول الذي أجرى لك مقابلة الوظيفة ولم يتصل بعد ذلك، رآه صديقك الذي ضحك بعد أن أخبرته أنك قد تركت التدخين، رآه مديرك وهو يرفض طلبك الذي قدمته على استحياء، كيف تريد منهم أن يؤمنوا بأهدافك وهم يرون عينيك تكفران بها؟.

يقال أن صوت الشجاعة ليس عاليا دائماً، وأنها قد تأتي بصورة مسالمة جداً، قد لا يكون للشجاعة صخب الزئير والزمجرة وإنما هي أحياناً بوداعة ذلك الصوت المحب الذي يمسح على رأسك مع نهاية اليوم ويهمس في أذنيك قائلاً : "لابأس..غداً سنحاول مرة أخرى".

- الشجاعة هي الصوت الهامس بـ: غداً سألجأ لمختص في الإقلاع عن التدخين.

- الشجاعة هي الصوت الهامس بـ: غداً سأطلب من أمي وأخواتي أن يبحثن مجدداً عن عروس تقبل الارتباط بي مع معرفة ظروفي.
- الشجاعة هي الصوت الهامس بـ: غداً سأستمر في الذهاب لمعهد اللغة الانجليزية حتى إن لم أستوعب الكثير، وأنا مصر على فك رموزها مهما كلفني الأمر.

-الشجاعة هي الصوت الهامس بـ: غداً سأحاول مجدداً سداد ديوني وسأسأل أصحاب الخبرة عن طريقة لذلك.

-الشجاعة هي الصوت الهامس بـ: غداً سأستكمل البحث عن وظيفة أخرى ترضي طموحي وتعالجني من الإحباط.


نحتاج أحياناً أن نلزم أنفسنا بمحاولات لانضمن مدى فاعليتها وكأننا نسير في طريق لا نعرف نهايته ولكننا نعلم أننا نريد الهدف منه بكل قوة، لأن إحدى تلك المحاولات المتعددة ستنجح في نهاية المطاف، كما أن شرف المحاولة لوحده هو وقود سير تلك العملية الإنسانية المذهلة، فأن تحاول وتفشل خير من أن تمضي بقية عمرك متسائلاً فيما لو كنت ستنجح لو حاولت أكثر، يكفي المحاولات فائدة أنها تنأى بالإنسان من وجع التعامل مع ذلك الندم المرير في آخر العمر بعد أن تضعف القوى ولا يمتلك القلب الطاقة الكافية للتحسر على مالم يتحقق لمجرد أننا تنازلنا عنه مبكراً.

جريدة الراية - الإثنين25/6/2012 م

- سيتوقف العمود بسبب موسم الإجازات ويتجدد الموعد مع أحاديث الإثنين أول أكتوبر إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير.

الأحد، 17 يونيو 2012

كلام الناس

هل وجدت نفسك يومًا متنازلاً عن أمر تحبه إرضاءً للمجتمع؟ هل تخليت عن هواية كانت ستسعدك أو تخصص كان سيمتعك أو وظيفة كانت سترضيك أو حتى زوجة كنت تتمناها فقط لأن المجتمع لا يتقبل ذلك؟

تضعنا الحياة أحيانًا على مفترق طرق بين سعادتنا وبين رأي الناس، الشجاع من يقدم مصلحته على كلام الآخرين، الشجاع من ضرب معايير المجتمع عرض الحائط وفضّل استبدال الفيلا الفخمة بشقة تؤويه كي يسدّد ديونه، فالمجتمع لن يتألم لكونه مديونًا ولكن سيتكلم لكونه لم يعد من أصحاب الفلل، الشجاع من يخطب لابنه امرأة أحبها الابن وإن كان يطمح لنسب آخر، اختار أن يكون أبًا مُحبًا على أن يتجمل أمام المجتمع بأنسباء مرموقي المكانة الاجتماعية في الوقت الذي يتهشم فيه قلب ابنه.

وعلى كل حال فمهما فعلنا لن يرضى عنا كل الناس، البعض يغرق نفسه في الديون كي يقيم زفافًا يرضي الجميع فتكون النتيجة أنهم ينتقدون إسرافه، البعض قد يرتدي أغلى الملابس كي يعجبهم فيتهمونه بالسطحية والغرور، يستحيل أن يرضى الجميع بل ربما تكون محاولة إرضائهم سببًا جديدًا لاستيائهم.

التنازلات التي نقدمها للمجتمع تكون أحيانًا من الفداحة بمكان بحيث تسحق أرواحنا سحقًا فلا نكاد نتعرف على أنفسنا، فهل يستحق الأمر كل هذا الذوبان كي نظل حبيسي القوالب التقليدية للصورة النمطية للفرد؟ ولماذا كل هذا السعي المستميت ليشبه بعضنا بعضًا؟ أنا أرى أن الناس الطبيعيين بمعايير المجتمع مملون لا إثارة تذكر في حياتهم، حتى إن رغبوا في كسر الروتين يسافرون إلى البلدان التي يسافر إليها الجميع فلا ابتكار ولا تغيير.

ما هو المجتمع حقًا وما حدوده الجغرافية؟ وهل عند انتقالنا إلى مجتمع آخر سنعيد تشكيل ذواتنا لمجرد أن قوالب المجتمع الجديد تختلف؟ بل ماذا سنفعل إن حرمنا أنفسنا من أمر ما ثم قام مجموعة من الشجعان في مجتمعنا بكسر القوالب وإعادة تشكيلها كما حدث مثلاً عند قيادة المرأة للسيارة؟ هل سنتمكن حينها من الضغط على زر سحري في داخلنا كي نتلاءم مع الصورة الجديدة أم أن الوقت سيكون قد تأخر كثيرًا؟

من هم الناس المذكورون في عبارة "كلام الناس"؟ هل لوجوههم ملامح؟ هل هم متفرغون كليًا للهجوم على كل من لا تنطبق عليه معايير الشخص الطبيعي؟ في رأيي ليسوا سوى فكرة زئبقية مبالغ في تقديرها، لن تؤرقهم أوضاعنا ولن يضرّهم ما نفعل، نحن نمثل لهم ما يمثلونه هم لنا، نحن "الناس" عندما نعكس معادلة "كلام الناس" وهم الطرف الآخر الخاضع للتقييم والتمحيص، فهل نحن مخيفون لهذه الدرجة؟

البعض ضحى بأمور لا يمكن تعويضها مراعاة "لكلام الناس"، أليس كلام الناس هو ما منع الكثير من كفار قريش من الإسلام ودخول الجنة فقط كي لا يُقال صبأوا؟ أليس كلام الناس من منع كثيرًا من الفتيات من ارتداء الحجاب في بعض المجتمعات حتى لا يوصفن بالتعقيد أو الإرهاب؟ أليس كلام الناس من منع الكثير من المرضى النفسيين من العلاج كي لا يُقال جنّوا مما سبب لهم تدهورًا في الأمراض التي ربما تحوّلت إلى عقلية فيما بعد؟ هل يستحق كلام الناس كل تلك التنازلات الفادحة؟ لو استبدلنا الخوف من كلام الناس بالخوف من الله لكنّا بخير.

وفي النهاية أنت لست مجبرًا على إرضاء الناس على حساب حياتك أنت، لا أحد يعلم بما يؤرقك ليلاً ولا أحد يهتم بذلك، لا أحد سيشاركك قبرك ولا أحد يستطيع ذلك، فاعلم أن لديك الخيار في كل شيء وأنك صاحب القرار شاؤوا أم أبوا.. أولئك الذين لا وجود محسوسًا لهم.. الكائنات الهلامية التي يخيل لنا أنها وراء النوافذ لا تحجبنا عنها إلا الستائر وفي يد كل منها منظار يرى به أعماق أرواحنا ويحرص ألا نكون كما نريد.

جريدة الراية - الإثنين18/6/2012 م


الأحد، 10 يونيو 2012

هنا نفقد الأمل


قال لي: "إن مديري في العمل يكرهني! رغم إتقاني الشديد لم أحصل على كتاب شكر واحد، ولا حتى كلمة تقدير". التقيته بعدها بسنة فقال لي: "يبدو أن مديري يخشى أن أسرق كرسيه، يُعاملني أسوأ معاملة، ويمنح المهمّات الرسميّة الخارجيّة لزملاء آخرين لا نكاد نراهم في مكاتبهم أصلاً"، ثم بعد عدّة أشهر صادفته فقال لي: "لقد رفعت بالأمس تقريرًا مميّزًا لمديري ضمن إطار العمل وسنرى إن كان سيُقدّر جهودي هذه المرّة!".


و تساءلت؛ إلى متى يظل الإنسان منّا متعلقًا بأمل يكذب به على نفسه، أليس من الشجاعة أحيانًا أن نتخلّى عن الأمل ونُواجه الواقع كما هو؟، ربّما من الأفضل لذلك الشخص لو يئس من تقدير المدير وقرّر بعدها إن كان يُريد البقاء في هذه الوظيفة أو تغييرها، التعلق بأمل حصول معجزة تتغيّر بها نظرة المدير جعله أسير هذه الفكرة لسنوات يسوق فيها نفسه سوقًا كل صباح إلى عمل لم يجلب له إلا الإحباط والقهر، كان سيمنحه اليأس من المدير بابًا لتحسين وضعه لكن الأمل أقفل ذلك الباب.


الأمل في غير محلّه يمنحك شعورًا كاذبًا بالأمان الذي يعميك عن رؤية حقائق الأمور، يقول الشاعر فيصل السديري " مع أنك رُحت.. ولا يُمكن ترد.. اتصدق استناك!"، هو ذلك الأمل الذي يُصوّر لك أن حبيب الأمس الذي تخلّى عنك سيترك كل ما بناه بعدك من مكانة اجتماعية مرموقة ويجثو عند بابك طالبًا العودة، هو ما يُخيّل لك أن زوجكِ البخيل سيُصبح كريمًا فجأة ويغدق عليكِ المجوهرات الثمينة، هو ما يجعلكَ ترفض حقيقة أنك أصلع وتُؤمن أن شعرك سيُعاود النمو، وكذلك على مستوى الشعوب المحتلة ينبغي علينا أحيانًا أن نفقد الأمل في فعالية الحلول الدبلوماسية كي نتمكّن من اللجوء لخيار القوّة فننال الحرية، حتى لو لم نصرّح بإيماننا بتلك الآمال الزائفة إلا أنها تُسيطر علينا والدليل أننا نحزن من عدم تحققها بعد.. لأننا ننتظرها سرًّا.


أليس من الأفضل لو أخبر الطبيب المريض المحتضر بحقيقة وضعه كي يستعدّ للرحيل ؟ أليس من الأفضل لمن أعياه العطش في الصحراء أن يُوفّر جهده فيتوقّف عن ملاحقة السراب؟ ألا يستخدم الكثير من الكفار الأمل كذريعة للاستمرار على الباطل؟ قال تعالى: "ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويُلههم الأمل فسوف يعلمون" سورة الحجر - آية 3.


جميل أن نتشبّث بشيء، ولكن سياسة التشبّث باللا شيء مضيعة للعمر، نستخدم الأمل الزائف أحيانًا كستار يحجب كسلنا أو عجزنا عن تسيير أمور حياتنا، الأمل ليس مُسكّنًا للألم ولكنه دواء إن كانت الوصفة منطقية، الأمل ليس نيّة محلها القلب فحسب وإنما هو قناعة تُترجمها الجوارح، هو إيمان عميق بشيء موجود أو يُمكن إيجاده، ليس افتراضًا اعتباطيًّا لا محلّ له من المنطق.


هناك أمور تستحق أن نفقد الأمل من حدوثها كعودة الصبا وثبات الحال، وكذلك هداية البشرية قاطبة، قال الله تعالى ضمن الآية 31 من سورة الرعد: "... أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا..)، الأمل الحق لا يتعارض مع الواقعية، أرى أن لبّ الأمل يدفعنا نحو النظر للواقع بمرونة تسمح بإعادة تشكيله ولا تُلغيه، أمّا الأمل الكاذب أو الزائد فمفسدة للطموح لأنه يتسبّب بالإحباط.


خلاصة القول: إن حديث هذا الاثنين وإن بدا في ظاهره دعوة لليأس؛ إلا أنه في الحقيقة دعوة لأمل من نوع آخر قبل أن يسرق الأمل الكاذب أعمارنا.


جريدة الراية - الإثنين11/6/2012 م

الأحد، 3 يونيو 2012

لن يُضَيعنا

مهما خفا عن الآخرين ما تعاني منه يظل الله وحده يعلم جيداً مابك، بل إنه معك يسمع و يرى، بل إنه أعلم بحالك منك، نحن لسنا وحدنا مهما خُيِّل لنا ذلك، يونس عليه السلام كان في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل و ظلمة البحر و ظلمة بطن الحوت.. لكنه لم يكن وحده، إبراهيم عليه السلام رُمي في حفرة مشتعلة بالنيران .. ولم يكن وحده، محمد صلى الله عليه وآله وسلم و أبو بكر الصديق رضي الله عنه كانا مختبئان في غار ضيق عند أرجل الكفار لدرجة أن لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآهما.. لكنهما لم يكونا وحدهما، أفلا يسمعك إن قلت يا الله و هو الذي يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء؟ أفلا يرى دمعة نزلت على خدك سراً وهو الذي يعلم قياس قطرات المطر حتى قيام الساعة؟


مهما ازدحم العالم بالمصائب إلا أنني لاأشك لحظة بأن ثمة مظلوم إلا وسيرضى بعد حين،إن لم يرض في الدنيا سيرضه الله في الآخرة، وماهي الدنيا حقاً كي نتحسر عليها وهي حلم يوقظنا منه الموت فلا نحزن على شيء فاتنا فيه إلا ساعة لم نذكراسم الله فيها، إن كنت تفرح في الدنيا القصيرة الزائلة بمن يرضيك بمنصب أو مال أو عقار وتكيل له المديح فكيف بمن يرضيه الكريم سبحانه ويعوضه في دار الخلود بشباب دائم في جنة حصباؤها اللؤلؤ له فيها قصور لبناتها الذهب والفضة و له فيها أنهار ليست كأنهار الدنيا؟ لقد بلغ به العدل سبحانه أن حتى الحيوانات يحييها يوم القيامة لتقتص من بعضها فتنطح الشاة التي لم يكن لها قرون في الدنيا أخرى كان لها قرون نطحتها بها ، ثم يكونوا ترابا بعد أن تحقق العدل التام، وهنا يتمنى الكافر لو أنه كان ترابا، لاظلم اليوم.


غمسة واحدة في الجنة تُنسي الشقي كل شقاء الدنيا لدرجة أن يحلف بعزة الله وجلاله أنه مارأى شقاءاً قط، أهل فلسطين الحبيبة لم يعانوا من جرائم الصهاينة ، الأم السورية لم تر شبيحة بشار ينحرون أبنائها أمام ناظريها ، وكأن قلوبهم لم تذق وجعاً من قبل ، وكأن الابتلاءات لم تحدث أصلاً إذ لم يعد للشقاء مكان في الذاكرة بعد غمسة واحدة في الجنة، راحة أبدية و نعيم مقيم.


على الجانب الآخر فإن للظالم عقاباً أخروياً لايكاد يقارن بعقابه الدنيوي، كل مايتمتع به في الدنيا ستمحيه غمسة واحدة في جهنم تجعله يجزم أن لم يمر عليه في الدنيا نعيم قط، سيُحرَم الطاغية حتى من الأنس بذكر أي شيء كان يفرحه من مال و عتاد ومطبلين ومؤيدين ، عدل تام يريح كل مظلوم، فلاتبتئس إن تعالت ضحكات المجرمين بل ابتسم بيقين المؤمن الواثق بوعد الله واعلم أن الظالم سيدفع ثمن كل ما جنته يداه، وهذا أمر مفروغ منه.


مانعايشه في حياتنا اليومية أو نشاهده عبر وسائل الإعلام من جرائم شنعاء يجب أن يقربنا من الله أكثر،إن كنت مظلوماً فاعلم أن الله هو العدل، إن كنت مكسوراً فاعلم أن الله هوالجبار، إن لم يستمع لشكواك أحد فالله هو السميع، اقترب من الله أكثر كي تطمئن على حالك وحال الأمة أكثر، فكما تعهّد الله سبحانه بحفظ كتابه القرآن فكذلك منحنا من البشارات مايجعلنا على ثقة بأن ثمة فرج قادم وإن طال البلاء وأن الغلبة للمؤمنين في آخر الأمر، وعليه فمن المفترض أن يعمل كلٌ حسب استطاعته لنصرة الحق الذي يؤمن به لاأن تسيطر علينا أجواء السلبية والاستسلام ليس لأن الأوضاع جيدة الآن بل لأن الجبار وعدنا بذلك وكفى.


كيف يشعر إنسان بالمسكنة وانعدام الحيلة وهو يعلم أن الله قد أحاط بكل شيء علما، يقول الكاتب الروسي ليو تولستوي " يرى الله الحقيقة.. لكنه ينتظر"..ولكل منا حقيقة يعلمها الله.. فلننتظر.. أليس الصبح بقريب؟



جريدة الراية - الإثنين4/6/2012 م